نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 65
فكريا شديدا[1]. وثار الجدل حول طبيعة المسيح، وحول مسائل الألوهية، وفكرة الجوهر والعَرَض، والأقانيم الثلاثة، والوحدانية، وفكرة الخطيئة والصلب. وبلغ الجدل ذروته من الشدة بعد "يوحنا الدمشقي" "طبيب الأمويين الذي وضع للنصارى أصول الجدل مع المسلمين" على يد "يوحنا النقيوسي" المصري الذي رحل إلى الحبشة وبدأ يرسل رسائله إلى أقباط مصر، يحاول فيها مناقشة العقائد الإسلامية، والحيلولة دون اعتناقهم الإسلام ثم تتابع النقاش في عهد العباسيين[2].
وساعد هذا الجدل على توجيه أنظار المسلمين إلى معالجة مسائل جديدة, ومشكلات عقائدية ظهرت على سطح المجتمع الفكري. وقد يكون علم الكلام أيضا -كما سمي في فترة من الزمن- نتيجة التأثر بالكلام النصراني أو اللاهوت.
وكان لترجمة كتب الفلسفة اليونانية والرومانية وإقبال بعض المسلمين عليها، أثر في بعض المسلمين الذين فتنوا بها, فحاولوا التفلسف في ضوئها وتأثروا بها منهجا وموضوعا حين راحوا يفسرون تعاليم الإسلام في ضوء هذه الفلسفة، وحاولوا التوفيق بينها وبين الإسلام، وفسّروا القرآن على ضوء الفكر اليوناني, على [1] انظر: "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" د. على سامي النشار: 1/ 62. [2] وكان لعلماء المسلمين مناقشات لمذاهب المسيحيين، وتركوا لنا تراثا ضخما في هذا المجال يتمثل فيما كتبه ابن حزم في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" والجويني في "شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل" والغزالي في "الرد الجميل" والقرطبي في "الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام" وابن تيمية في "الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح" وابن قيم الجوزية في "هداية الحيارى" وأبو الفضل المالكي في "المنتخب الجليل" والميورقي في "تحفة الأريب" والبغدادي في "الفارق بين المخلوق والخالق" والقرافي في كتابه "الأجوبة الفاخرة" وأبو عبيدة الخزرجي في كتابه "بين الإسلام والمسيحية" وابن معمَّر في "منحة القريب المجيب في الرد على عُبَّاد الصليب" وكلها مطبوعة, وأمثالها كثير.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 65