نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة جلد : 1 صفحه : 305
المخلوقين، أي على أنها لم توضع لمسماها باعتبار معنى قائم به، بل هي أعلام محضة لا تدل على معنى، كما سبق وأن، أوضحنا ذلك في التمهيد.
وأما قول هؤلاء بأن أسماء الله أو كلامه غيره، فَيُجاب عنه بأن لفظ الغير مجمل يحتاج إلى تفصيل. (وتحقيق ذلك أن الشيء له أربع مراتب:
المرتبة الأولى: مرتبته في الأعيان، ويراد بها وجوده العيني الخارجيُّ.
والمرتبة الثانية: مرتبته في الأذهان، ويراد بها وجوده الذهنيُّ.
والمرتبة الثالثة: مرتبته في اللسان، ويراد: بها وجوده اللفظيُّ.
والمرتبة الرابعة: مرتبته في الخطِّ، ويراد بها وجوده الرسميُّ[1].
ا- فإن أريد "بالغير": المغايرة بين الوجود اللفطي والوجود العيني فهذا صحيح، وهذا الذي عناه أهل اللغة بقولهم في الاسم: هو اللفظ الذال على المسمى، (وهذا ما يسمى بالوجود اللفظي) .
وقولهم في المسمى: هو الشيء الموجود في الأعيان هنا: (وهذا ما يسمى بالوجود العينيِّ) .
2- وإن أريد "بالغير" المغايرة في الوجود الذهني، فهذا صحيح، فإذا أريد بالغير هذا فإنما يفيد المباينة في ذهن الإنسان، فقد يذكر الإنسان الله ويخطر بقلبه ولا يشعر حينئذ بكل معاني أسمائه، بل قد يشعر بالبعض دون البعض الآخر، فقد لا يخطر له أنه عزيز وأنه حكيم، لكونه قد يعلم هذا دون هذا؛ وبالتالي فقد أمكن العلم بهذا دون هذا، وذلك لا ينفي التلازم في نفس الأمر (أي في الوجود العياني) فهي معاني متلازمة لا يمكن وجود الذات دون هذه المعاني، ولا وجود هذه المعاني دون وجود [1] مختصر الصواعق 2/ 354
نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة جلد : 1 صفحه : 305