نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة جلد : 1 صفحه : 306
الذات[1].
3- وإن أريد بالغير المغايرة في الوجود العياني بين ذات الله وصفاته، أي القول بإثبات ذات مجردة عن الصفات وصفات مجردة عن الذات فهذا باطل. وهذا هو مقصد الجهمية والمعتزلة بقولهم: "الاسم غير المسمى".
فيقال لهم: قولكم: إن أسماءه غيره مثل قولكم: إن كلامه غيره، وإن إرادته غيره، ونحو ذلك، وهو مبني على نفيكم لقيام الصفات بالله وزعمكم أن ذات الله مجردة من كل صفة، وهذا زعم باطل؛ لأنه ليس في نفس الأمر ذات مجردة حتى يقال: إن الصفات زائدة عليها (أي إنها غيرها) ، بل لا يمكن وجود الذات إلا بما به تصير ذاتا من الصفات، فتخُّلُ وجود أحدهما في العيان دون الآخر، ثم زيادة الآخر عليه تخيل باطل، فلا يوجد ذات مجردة من الصفات ولا صفات مجردة من الذات كما يزعم هؤلاء.
ولذلك قال أهل السنة: إنه إذا قيل غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينا له فهذا باطل، فأسماء الله من كلامه عز وجل وليس كلامه بائنا عنه حتى يقال: إنه غيره[2].
ونظرا لهذا المقصد الفاسد عند الجهمية والمعتزلة منع أهل السنة القول بأن "الاسم غير المسمى" لما في لفظ "الغير" من الإجمال فهو يحتمل وجها صحيحا وآخر باطلا.
أما الوجه الصحيح: فهو أن يُراد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فهذا حق.
وأما الوجه الباطل: أن يُراد أن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه [1] مجموع الفتاوى 6/ 205، 206 "بتصرف". [2] مجموع الفتاوى 6/ 204، 205، 206، 207 "بتصرف".
نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة جلد : 1 صفحه : 306