responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة    جلد : 1  صفحه : 365
واعترض الحافظ ابن حجر على هذا الوجه فقال: "وفيه نظر؛ لأنه لا يلزم من مجيئه بلفظ "حفظها" تعيين السَّرد عن ظهر قلب، بل يُحتمل الحفظ المعنويُّ".
وقال الأصيليُّ: "ليس المراد بالإحصاء عدَّها فقط؛ لأنه قد يعدُّها الفاجر، وإنما المراد العلم بها".
وقال ابن بطال: "إن من حفظها عدا وأحصاها سردا ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه، وقد ثبت الخبر في الخوارج أنهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم"[1].
المعنى الثاني: الطاقة، كما في قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [2]، أي: لن تطيقوه.
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تحصوا"[3]؛ أي: لن تطيقوا كل الاستقامة.
فيكون معنى: "أحصاها" في الحديث: أي يطيقها، بحسن المراعاة لها، والمحافظة على حدودها في معاملة الرب سبحانه بها، وذلك مثل أن يقول: يا رحمن يا رحيم؛ فيخطر بقلبه الرحمة، ويعتقدها صفة لله عز وجل فيرجو رحمته ولا ييأس من مغفرته، كقوله تعالى: {لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [4].
وإذا قال: "السميع البصير" علم أنه لا يخفى على الله خافية، وأنه بمرأى

[1] فتح الباري 11/226
[2] الآية 20 من سورة المزمل.
[3] أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 282، وابن ماجة ح 277، والدَّارمي 1/ 168
[4] الآية 53 من سورة الزُّمر.
نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست