نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 363
وقال الأوزاعي: "كان الزهري ومكحول [1] يقولان: أمرّوا الأحاديث كما جاءت" [2] يعني أحاديث الصفات. وروي نحوه: عن وكيع [3] ومالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وغيرهم [4].
ولا ريب أن السلف يريدون بذلك تفويض الكيفية، إذ أن المعنى في هذا لا يفوض لأنه مفهوم بالضرورة من لغة العرب [5]. فكانوا يفهمون معنى استوى على العرش، واستوى إلى السماء وغيره ويفرقون بين هذه المعاني [6]. وأيضاً لو كان مذهب السلف نفي معنى الصفة لما قالوا: بلا كيف، فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى، وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات. وأيضاً قولهم: "أمروها كما جاءت" يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظاً دالة على معاني [7].
ومن قواعد السلف في الإيمان والتنزيه وتفويض الكيفية، قاعدتان كبيرتان:
أولاهما: أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وإثبات الذات إثبات وجود، لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات وإنما أثبتناها لأن التوقيف ورد بها [8]. [1] أبو عبد الله من أقران الزهري، عالم أهل الشام، ت: 113هـ. السير (5/155) . [2] اللالكائي (3/ 431) ، والبيهقي (2/ 198) ، وابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 96) [3] أخرج قوله: عبد الله بن أحمد في السنة (1/267) [4] انظر: البيهقي: الأسماء والصفات (2/ 198) ، وابن عبد البر: جامع بيان العلم (2/ 96) ، والآجري: الشريعة (ص: 314) [5] انظر: ابن منده: التوحيد (3/ 7) . [6] انظر: اللالكائي: مصدر سابق (3/ 442 ـ 443) [7] انظر: ابن تيمية: الحموية (ص: 25) ، وسيبويه: الكتاب (1/ 24) ، وأحمد عبد الرحمن: مذهب التفويض (ص: 388) [8] انظر: قوام السنة: الحجة (1/ 175) ، والخطيب البغدادي: رسالة في الكلام على الصفات (ص:20) ت: عمرو عبد المنعم، نشر مكتبة العلم بجدة، وهذا الموضع منها تجده في السير (18/ 283 ـ 284) ، وانظر: شرح هذه القاعدة عند ابن تيمية: التدمرية (ص: 15 ـ 16) وفالح آل مهدي: التحفة المهدية (1/ 88)
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 363