نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 389
وإذا أردنا أن نحدد المواقف بصورة أدق فإننا نستطيع النظر من جهة أخرى، إلى مواقف الناس من الصفات، من حيث رأي الفرق المشهورة، وهم: الفلاسفة والمعتزلة والأشعرية ومن وافقهم.
أولاً: مذهب الفلاسفة:
يرى الفلاسفة أن الله تعالى واجب الوجود بذاته ـ كما رأينا في الفصل الثاني ـ بناءً على طريقتهم في التقسيم إلى ممكن وواجب ـ ويرون أنه واحد من كل وجه. قال ابن سينا:
"إن واجب الوجود واحد بحسب تَعيُّن ذاته، وإن واجب الوجود لا يقال على كثرة أصلاً" [1]. وقال: "واجب الوجود لا يشارك شيئاً من الأشياء في ماهية ذلك الشيء، ... وأما الوجود فليس بماهية لشيء" [2]. وقوله: "وأما الوجود فاحتراز لئلا يقال هو مشارك للإنسان في صفة الوجود. وبناءً على ذلك قال ابن سينا: "الأول لا ند له ولا ضد ولا جنس له ولا فصل له ولا إشارة إليه إلا بصريح العرفان العقلي" [3]. وأيضاً: "الأول معقول الذات قائمها، فهو قيوم بريء من العلائق والعُهَد والمواد، وغيرها مما يجعل الذات بحال زائدة. وقد علم أن ما هذا حكمه فهو عاقل لذاته، معقول لذاته ... " [4] ولأنه"لا واجب وجود غيره" [5] نفوا عنه الصفات وقالوا إنه عالم بذاته، ليس زائداً على ذاته [6]. وله إرادة لا تزيد على ذاته [7]. وحتى نستطيع أن نفهم ذلك جاءت الآيات على وجه التمثيل [1] الإشارات (3/ 44) [2] المصدر نفسه (3/ 49 ـ 50) [3] المصدر نفسه (3/ 53) [4] المصدر نفسه (3/ 53) [5] المصدر نفسه (3/ 36) [6] انظر: الغزالي: مقاصد الفلاسفة (ص: 225) ط. دار المعارف، الثانية، ت: سليمان دنيا. [7] انظر: الغزالي: المصدر نفسه (ص: 235)
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 389