جواز الانتساب إلى السلف والتلقب بـ "السلفية" والرد على من أنكر ذلك:
كان للجهود التي بذلها الأئمة من أهل السنة -وعلى رأسهم إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل، والإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة "311 هـ"، والإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري "360 هـ"، والإمام أبو عبد الله بن بطة العكبري "378 هـ"، والإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي "418 هـ"، والإمام أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني "535 هـ"، ثم شيخ الإسلام ابن تيمية "728 هـ"، وتلميذه الإمام ابن القيم "751 هـ"، ثم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب "1206 هـ" رحمة الله عليهم جميعًا في الدعوة إلى السنة والعودة إلى طريقة السلف ومنهجهم، والاقتداء بهم- الأثر الكبير في ظهور اتجاه سلفي على مر التاريخ يستقي أسس دينه وعقيدته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرة سلفه الصالح من الصحابة والتابعين، والتابعين لهم من أهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية، ويقاوم كل تياربدعي يخرج عن هذه الأسس، ويرتكز على علم الكلام والفلسفة في تقرير العقائد.
عرف أتباع هذا المنهج بأنهم أبتاع السلف؛ لشدة تمسكهم بآثارهم، وحرصهم على سلوك طريقهم، ومعرفة رأيهم: وقولهم وموقفهم في كل مسألة من مسائل الدين؛ فهل يسوغ أن يطلق على هؤلاء لقب "السلفيين" أو "السلفية" وهل يلقب الفرد منهم بـ "السلفي"؟
الواقع أننا إذا عرفنا: "أن الدعوة إلى اتباع السلف، أو إلى السلفية كما يعبر البعض إنما هي دعوة إلى الإسلام الحق، وإلى السنة المحضة، دعوة إلى العودة إلى الإسلام كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنه أصحابه الكرام رضوان الله عليهم"؛ فلا شك أن هذه الدعوة دعوة حق، والانتساب إليها حق، فلا ضير في الانتساب إلى السلف والاعتزاء إليهم حينئذ.