{أَلَمْ نَشْرَح} ، {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَب} [1] بكسر الصاد.
وقالوا: إذا فرغت من إكمال الشريعة فانصب لهم عليًا إمامًا؛ فقالت: الشيعة: لما أمر الله عز وجل بذلك نصب النبي صلى الله عليه وسلم عليًا وأشار إليه وأهله للإمامة، وقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خدله؛ فمن نازعه في الإمامة، ودعا إلى مخالفته، ونصب إمامًا بإزائه غيره؛ فقد ناصب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله؛ لأنه نصب عليًا، وهذا نصب غيره، وخذل عليًا وعاداه وترك نصرته، وصار مع عدوه حربًا عليه، فهو مناصب؛ لأنه ناصب النبي صلى الله عليه وسلم، ففعل مثل فعله"[2].
وقال الإمام الجيلاني في ذلك: "وتسميها الرافضة ناصبية، لقولها باختيار الإمام ونصبه بالعقد"[3]. والرافضة لا ترى ذلك وإنما تذهب إلى أن الأئمة قد نص عليهم.
وسواء كان وجه التسمية هذا أو ذاك؛ فإنه لا يقع على أهل السنة؛ لأنهم يعتقدون موالاة وحب أهل البيت، وجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي اللهم عنهم، ولا يناصبون أحدًا منهم العداء كما قال الإمام الطحاوي في عقيدته: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإسحان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"[4].
فقوم هذا اعتقادهم، في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فيهم أهل بيته، أيصح بعد ذلك أن يرموا بالنصب ومعاداة آل البيت؛ بل الأشبه أن يقع هذا [1] سورة الشرح آية 7. [2] أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي، الزينة ص 258. [3] انظر: الغنية ص 85. [4] انظر: شرح العقيدة الطحاوية ص 528.