[1]- يراد به العامة الذين هم حشور الناس[1]، ورذالتهم وجمهورهم، وهم غير الأعيان والمتميزين، وهم عند الشيعة والروافض السواد الأعظم من هذه الأمة، كما جاء في "فرق الشيعة: للنوبختي"؛ حيث نبز كل من لم يقل بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الحشو: "فلما قتل علي رضي الله عنه- التقت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة -رضي الله عنهم- فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان؛ إلا القليل منهم من شيعته[2] ومن قال بإمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم -وهم السواد الأعظم وأهل الحشو وأتباع الملوك وأعوان كل من غلب؛ أعني الذين التقوا مع معاوية"[3].
2- يراد به: رواة الأحاديث من غير تمييز لصحيحها من سقيمها:
قال ابن الوزير: "فإن الحشوية إنما سموا بذلك؛ لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: يدخلونها فيها وليست منها".
ونقل عن صاحب كتاب4 "ضياء الحلوم" قوله: "إن الحشوية سموا بذلك لكثرة قبولهم الأخبار من غير إنكار"[5].
وقد بين ابن الوزير براءة أهل الحديث والسنة من هذا اللقب؛ فقال "فأكثر عامة المسلمين لا يدرون من الحشوية؟ ولا يعرفون أن هذه النسبة غير [1] انظر: ابن تيمية: منهاج السنة 2/ 415- 416، "بتحقيق محمد رشاد سالم، ط. المدني". [2] لم يكن في الصحابة شيعة بالمعنى المتعارف عليه عند الرافضة. [3] ص6، بتصحيح هـ. ريتر. "ط. الدولة- استانبول 1931 م".
4 وهو: محمد بن نشوان بن سعيد الحميري. انظر: الروض الباسم 1/ 120، "ط. دار المعرفة - بيروت 1399 هـ". [5] انظر: الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم 1/ 120.