لقد كتبوا إلى قائد المسلمين آنذاك وهو أبو عبيدة عامر بن الجراح[1] رضي الله عنهم معربين له عن تمنيهم لحكم المسلمين لما لمسوا من عدالتهم ووفائهم ورأفتهمبهم وأنهم يفضلونهم على الروم وإن كانوا على دينهم، قائلين: "يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، أنتم أوفى لنا، وأرأف بنا، وأكف عن ظلمنا وأحسن ولاية علينا ولكنهم غلبونا على أمرنا وعلى منازلنا"[2].
3- شهادة المستشرق توماس وآرنولد3:
يقول في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" وهو يتحدث عن اضطهاد الفرس للمسيحيين، موازنًا بين سلوكهم وسلوك المسلمين: "ولكن مبادئ التسامح الإسلامي حرمت مثل هذه الأعمال -التي كان يمارسها الفرس على رعاياهم من المسيحيين التي تنطوي على الظلم؛ بل كان المسلمون على خلاف غيرهم، إذًا يظهر لنا أنهم لم يألوا جهدًا في أن يعاملوا كل رعاياهم من المسيحيين بالعدل والقسطاس"[4].
وقال عن إيثار أهل القدس وفلسطين لحكم المسلمين واغتباطهم به: [1] هو: أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم قديمًا وشهد بدرًا. مات شهيدًا بطاعون عمواس سنة ثماني عشرة وله ثمان وخمسون سنة. ابن حجر. التقريب 1/ 388. [2] فتوح الشام ص 97.
3 تومس ووكر أرنولد "1280- 1349 هـ"، مستشرق إنكليزي، تعلم في كمبردج، واشتغل بالتدريس في عدة جامعات بالهند وباكستان، ثم عاد إلى لندن ودرس في جامعتها، عين مديرًا لمعهد الدراسات الشرقية. له عدة كتب بالإنجليزية عن العلوم الإسلامية. الزركلي، الأعلام 2/ 76- 77. وانظر: نجيب العقيقي، المستشرقون 2/ 84. [4] ص 88، ترجمة الأستاذ حسن إبراهيم حسن وزملائه. "طـ. الثانية 1957، نشر: مكتبة النهضة".