وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ، وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ؛ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} 1.
وفيما بقي بين أيدي القوم من أسفار التوراة -مع تحريفهم وتبديلهم لها- أثر مما ورد ذكره في القرآن الكريم. وسأورد فيما يلي بعض نصوص أسفار التوراة، التي توجب على اليهود الحكم بالعدل والقسط، وتحذرهم من الظلم والجور في القضاء والكيل والوزن؛ ففي "سفر اللاويين" أن الرب كلم موسى عليه السلام قائلًا:
"لا ترتكبوا جورًا في القضاء، ولا تأخذوا بوجه مسكين ولا تحترم وجه كبير، بالعدل تحكم لقريبك"[2].
وفيه أيضًا: "وإذا نزل عندك غريب في أرضكم فلا تظلموه، كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك؛ لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر. أن الرب إلهكم. لا ترتبكوا جورًا في القضاء لا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل، ميزان حق ووزنات حق وإيفة حق وهبن حق تكون لكم، أنا الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر، فتحفظون كل فرائضي وكل أحكامي وتعملونها أنا الرب"[3].
وفيه أيضًا ما يدل على القصاص وأن النفس بالنفس: "وإذا أمات أحد إنسانًا فإنه يقتل"[4]، "ومن قتل بهيمة يعوض عنها ومن قتل إنسانًا يقتل، حكم
1سورة المائدة آية 44- 45. [2] إصحاح 19 فقرة 15. [3] إصحاح 19 فقرة 33- 37. [4] لأويين: إصحاح 24 فسقرة 17.