responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق نویسنده : محمد با كريم محمد با عبد الله    جلد : 1  صفحه : 200
والنساء، والأطفال دون تمييز، استمرت المذبحة طوال مساء ذلك اليوم وطوال الليل، ولم يكن علم تانكرد[1] عاصمًا للاجئين إلى المسجد الأقصى من القتل؛ ففي الصباح الباكر من اليوم الثاني اقتحم باب المسجد ثلثة من الصليبيين فأجهزت على جميع اللاجئين وحينما توجه ريموند آجيل في الضحى لزيارة ساحة المعبد أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بغلت ركبتيه.
وفر يهود بيت المقدس جميعًا ِإلى معبدهم الكبير؛ غير أنه تقرر إلقاء القبض عليهم بحجة أنهم ساعدوا المسلمين فلم تأخذهم بهم الرحمة والرأفة، فأشعلوا النار في المعبد، ولقي اليهود بداخله مصرعهم محترقين.
- يقول: وتركت مذبحة بيت المقدس أثرًا عميقًا في جميع العالم، ليس معروفًا بالضبط عدد ضحاياها[2] غير أنها أدت إلى خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود"[3].
فانظر الفرق والبون الشاسع بين دخول الصليبين هذه المدينة المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، وبين دخول القائد المسلم صلاح الدين.
وفي الأندلس عند أفول نجم الخلافة الإسلامية فيها، وتغلب النصارى عليها ألحقوا بالمسلمين ضروبًا من الظلم والأذى، يصور ذلك الدكتور توفيق الطويل في إيجاز فيقول:
"وقد استنفدت الكنيسة جهدها في إقناع المسلمين المقيمين في أسباينا، لكن يرتدوا عن دينهم ويعتنقوا المسيحية دينًا، وعلى غير جدوى ما بذلت من جهود، فاستجمعت محكمة التفتيش كل قواها، واعتصمت بالجرأة والتعصب،

[1] تانكر: أحد قواد الصليبيين، كان المسلمون لما رأوه استسلموا ورفعوا علمه على المسجد.
[2] ذكر ابن الأثير أنهم يزيدون على سبعين ألفًا. الكامل 8/ 189.
[3] انظر: تاريخ الحروب الصليبية 1/ 404- 405، ط. الأولى 1967 م.
نام کتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق نویسنده : محمد با كريم محمد با عبد الله    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست