حساب" [1].
وهذه النصوص الصحيحة صريحة في بيان أن المؤمنين المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة، أكثر من المتبعين لأي نبي من الأنبياء من الأمم السابقة؛ فهذه الأمة أقرب الأمم إلى الحق واعتناقه، وهذه علامة الخير والرشد، وبذلك كانت {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ؛ لكون المؤمنين والمهتدين منها أكثر منهم في الأمم قبلها. [1] خ: كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره، وفضل من لم يكتو 10/ 155، ح 5705.
الوجه الخامس: كونها لا تجتمع على ضلالة
وذلك أنها أمة ورثت الرسل في القيام بهداية البشرية ودعوتها إلى ما دعا إليه سائر الرسل من الإيمان بالله وعبادته وحده؛ فهي ذات رسالة تبلغها، وتستمر في إبلاغها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولذلك ما كان لهذه الأمة أن تضل عن مهمتها ورسالتها مهما طال عليها الأمد، وامتد بها الأجل؛ لأنها إن ضلت هي فلن يهتدي أحد، لانقطاع الوحي والرسالة.
وقد يضل بعض أفراداها وطوائفها عن الحق؛ بل قد يكفر ويلحد وينافق طوائف منها ولكنها لا تجمع ولا تجتمع على ذلك أبدًا. بذلك أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ فقال فيما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: "إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة" [1]، بخلاف من قبلها من الأمم؛ فإنه كان الحق يغلب فيهم حتى لا تقوم به طائفة منهم، فهؤلاء أهل الكتاب، اليهود منهم [1] ابن أبي عاصم: السنة 1/ 41، وحسنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بمجموع طرقه.
انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/ 319- 320، ح 1331.