قال الحافظ ابن كثير: "هذا مدح من الله -عز وجل- لكتابه القرآن العظيم المنزل على رسول الكريم"[1]، وهو نص في أن القرآن الكريم أحسن وأفضل من غيره من الكتب السماوية التي أنزلها الله عز وجل قبله.
2- أنه الكتاب السماوي الوحيد الذي تكفل الله بحفظه وصيانته من الزيادة والنقصان ومن التحريف والتبديل؛ فقال جل وعلا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [2] فالمراد بالذكر: القرآن، والضمير في قوله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} راجع إليه على الصحيح.
قال فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية، أن الضمير في قوله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} راجع إلى الذكر الذي هو القرآن، وقيل: الضمير راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [3] والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق"[4].
وأخبر جلا وعلا: أن الباطل لا يتطرق إليه بحال؛ فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [5]؛ فكتاب هذه الأمة محفوظ بحفظ الله له، وقد مضى على نزوله الآن أربعة عشر قرنًا من الزمان، ولا يزال كما أنزله الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، لم يستطع أحد أن يزيد فيه حرفًا، أو ينقص منه حرفًا، أو يبدل فيه حرفًا مكان آخر؛ فهو محفوظ في السطور والصدور، يحفظه عشرات الآلاف من المسلمين، ولو أراد مريد أن يزيد فيه حرفًا أو ينقصه منه لرد عليه صغار أبناء المسلمين قبل كبارهم وذلك من حفظ الله له. [1] تفسير القرآن العظيم 7/ 84. [2] سورة الحجر آية 9. [3] سورة المائدة آية 67. [4] انظر: أضواء البيان 3/ 107. [5] سورة فصلت آية 41- 42.