أحد حتى يمكنه تضييعه؛ بل تولى حفظه جل وعلا بنفسه الكريمة المقدسة، كما أوضحه بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، وقوله: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} الآية إلى غير ذلك من الآيات"[1].
3- أنه الكتاب المهيمن على الكتب قبله:
لما كان القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية المنزلة، وهو الكتاب الذي يحمل الصورة الأخيرة لدين الله، وهو المرجع الأخير في هذا الشأن المرجع الأخير في عقائد الناس، وشرائعهم ونظام حياتهم[2]؛ فقد جعله الله الكتاب المهيمن على الكتب المنزلة قبله، فقال جل وعلا: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [3]؛ أي: هو الشهيد والأمين والمؤتمن والرقيب والحاكم على كل كتاب قبله كما أثر ذلك عن ابن عباس وغيره[4]. يقول العلامة ابن كثير رحمه الله: "وهذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى؛ فإن اسم "المهيمن" يتضمن هذا كله، فهو أمين، وشاهد، وحاكم على كل كتاب قبله، وجعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها، أشملها وأعظمها وأحكمها؛ حيث جمع فيه محاسن ما قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره؛ فلهذا جعله شاهدًا وأمينًا عليها كلها، وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [5]، [6].
4- أنه الكتاب الوحيد الذي تحدى الله البشر أن يأتوا بسورة من مثله: [1] أضواء البيان 2/ 89- 90. [2] انظر: سيد قطب في ظلال القرآن 2/ 747. [3] سورة المائدة: آية 48. [4] راجع: ابن جرير، جامع البيان 10/ 377- 378. [5] سورة الحجر: آية 9. [6] انظر: تفسير القرآن العظيم 3/ 119.