ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: "إني فرطكم" [1] ومعنى فرطكم؛ أي: السابق[2] والمتقدم.
4- الجفاء، والجفو: في اللغة:
"الجيم والفاء والحرف في المعتل "جفو": يدل على أصل واحد، نبو الشيء عن الشيء. من ذلك جفوت الرجل أجفوه. وجفا السرج عن ظهر الفرس، وأجفيته أنا وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئًا يقال: جفا عنه يجفو. والجفاء: خلاف البر، والجفاء: ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجفاء. قاله ابن فارس[3].
الجفاء في استعمال الشرع:
وقد وردت هذه المادة في القرآن الكريم في موضع واحد في قوله عز وجل: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [4].
قال الزجاج في "معاني القرآن": "والجفاء ما جافا الوادي؛ أي: رمى به"[5].
وفي السنة: وردت هذه المادة في عدد من الأحاديث:
منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكر فيه الخصال التي إذا فعلتها الأمة حل بها البلاء: "وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه" [6] فالجفاء هنا خلاف البر كما هو واضح. [1] خ: مناقب، باب ما يحذر من زهرة الدنيا 11/ 244 ح 6426. [2] فتح الباري 11/ 245. [3] معجم مقاييس اللغة 1/ 465- 466. [4] سورة الرعد آية 17. [5] 3/ 145. [6] ت: الفتن، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، 4/ 494 ح 2210.