القدر في الشرع:
يراد به: أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة؛ فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى. قاله الإمام النووي[1].
وقال الحافظ ابن حجر: "والمراد؛ أي: بالقدر- أن الله تعالى علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد؛ فكل محدث صادر عن علمه وقدرته، وإرادته، -قال- هذا هو المعلوم من الدين بالبراهين القطعية؛ وعليه كان السلف من الصحابة وخيار التابعين إلى أن حدثت بدعة القدر في أواخر زمن الصحابة"[2]. [1] انظر: شرح صحيح مسلم [1]/ 154. [2] انظر: فتح الباري [1]/ 118.
ثانيًا: حكمة ومنزلته من الدين
الإيمان بالقدر، أصل من أصول الإيمان، وركن من أركانه الستة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور؛ حيث قال في الإيمان: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ونؤمن بالقدر خيره وشره" [1] فجعل صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر ركنا من أركان الإيمان، فمن لم يؤمن به فليس بمؤمن.
وقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على إثباته لله عز وجل، كقول الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر} 2 وقوله عز وجل: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} 3 ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "كل شيء بقدر، حتى [1] تقدم تخرجيه، انظر: ص 278.
2سورة القمر آية 49.
3سورة الفرقان آية 2.