في غزوة الحديبية[1].
فقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [2].
فصرح سبحانه برضاه عن الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة، وكان عددهم ألفًا وأربعمائة، وفي بعض الروايات أكثر من ذلك[3].
وأخبر صلى الله عليه وسلم بنجاتهم من النار؛ فقال: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة" [4].
كما أخبر عز وجل عن رضاه عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ومن أتبعهم بإحسان، وهذا يعم جميع الصحابة؛ فقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [5].
فصرح سبحانه برضاه عنهم، ورضاهم عنه، وبما أعد لهم من الجنات والنعيم المقيم، وفي إخباره بخلودهم في الجنة دلالة على موتهم على الإيمان والرضوان بخلاف قول أهل الزيغ والطغيان. [1] وكانت هذه الغزوة في السنة السادسة من الهجرة، كما قال ابن كثير في البداية 4/ 166. والحديبية: قرية متوسطة -ليست بالكبيرة- سميت ببئر هناك. قاله الحموي في معجم البلدان 2/ 229. وانظر عن هذه الغزوة، مرويات غزوة الحديبية، للشيخ حافظ حكمي. [2] سورة الفتح آية 18. [3] لتحقيق ذلك راجع: مرويات غزوة الحديبية، حافظ حكمي ص39- 53، "ط. المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية 1406 هـ". [4] ت: مناقب، باب فضل من بايع تحت الشجرة 5/ 595، ح 368، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال اللالباني: صحيح. انظر: صحح الترمذي 3/ 240، ح 3033. [5] سورة التوبة آية 100.