وزاد عمرو على شيخه بأن قال بتفسيق الفريقين جميعًا؛ فلو شهد عنده رجلان من أحد الفريقيين لما حكم بشهادتهما بخلاف قول واصل[1].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكان قدماء المعتزلة وأئمتهم، كعمرو ابن عبيد، وواصل بن عطاء وغيرهم متوقفين في عدالة علي فيقولون، أو من يقول منهم: قد فسقت إحدى الطائفتين؛ إما علي وإما طلحة والزبير لا بعينها"[2].
قلته: هذا قول واصل، أما عمرو فكان يفسق الطائفتين ويرد شهادتهما كما ذكرت.
تبرؤهم من بعض الصحابة:
وذلك كقولهم بالتبرؤ من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما ومن كان في شقهما.
قال الخياط في رده على قول ابن الراوندي عن المعتزلة إنهم مجتمعون على البراءة من عمرو ومعاوية ومن كان في شقهما، قال: هذا قول لا تبرأ المعتزلة منه ولا تعتذر عن القول به"[3].
ومعاوية وعمرو وكثير ممن كان معهما صحابة أجلاء. والبراءة إنما تكون من المشركين والكافرين، أما المؤمنون فبعضهم أولياء بعض.
- طعنهم في بعض الصحابة وشتمهم واتهامهم إياهم بالكذب والجهل ونحو ذلك:
نقل الذهبي عن ابن حبان عن عمرو بن عبيد وهو من أئمة الاعتزال كما [1] انظر: البغدادي، الفرق بين الفرق 121، والشهرستاني، الملل والنحل 1/ 49. [2] منهاج السنة 1/ 70- 71. [3] الانتصار ص 74.