المبحث الثاني: في ذكر قول من جمع بين الغلو والجفاء في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "وهم الشيعة"
...
المبحث الثاني: في ذكر قول من جمع بين الغلو والجفاء في أصحاب رسول الله صلى الله عليه ولم "وهم الشيعة" [1]، 2
يجمع الشيعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، بين سيئتي الإفراط والتفريط، والغلو والجفاء؛ فلهم في بعض الصحابة غلو وإفراط، أشنعه القول بالألوهية والنبوة، وأدناه تفضيل وتقديم من غلو فيه على من هو أفضل وأولى بالتقديم منه، كما لهم في البعض الآخر من الصحابة تقصير وتفريط وجفاء، أعظمه القول بتكفيرهم ولعنهم، وأدناه القول بتأخيرهم عن مرتبتهم والقعود بهم عن مكانتهم، ولهم بين هذا وذاك فيهم أقوال وآراء، تتردد بين الغلو [1] الشيعة: وهم الذين شايعوا عليًا رضي الله عنه وقدموه على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الأشعري: وهم ثلاثة أصناف:
1- الغالية: وهم الذين غلو في علي، وقالوا فيه قولًا عظيمًا وهم طوائف.
2- الرافضة الإمامة: وسموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر: هذا قول الأشعري، وقال بعضهم: سموا رافضة لرفضهم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لما خرج عن هشام بن عبد الملك فطعن عسكره في أبي بكر وعمر منعهم من ذلك وتولاهما، فرفضوه ولم يبق معه إلا مئتا فارس؛ فقال لهم زيد: رفضتموني. قالوا: نعم؛ فبقي عليهم هذا الاسم.
3- الزيدية: وهم الذين تمسكوا بقول زيد بن علي بن الحسين. قال الشهرستاني: ويجمعهم -أي: الشيعة القول بوجوب التعيين والتنصيص، وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوبًا عن الكبائر والصغائر، والقول بالتولي والتبري قولًا وفعلًا وعقدًا إلا في حال التقية، ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك، راجع: المقالات للأشعري 1/ 65، 88، 136، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين، للرازي ص 52 والملل 1/ 146.
2 للتوسع راجع رسالة موقف الشيعة الاثنى عشرية من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. للشيخ عبد القادر عطا، وهي رسالة جامعية نال بها المؤلف درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية.