والإزراء، ليس لهم على شيء منها دليل، إلا اتباع الظنون والأهواء.
وفي هذا المبحث سأبين أبرز مظاهر الغلو، والجفاء لديهم بإذن الله تعالى.
فأما جفاؤهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر معروف لدى العامة والخاصة؛ فلم تنل فرقة ولا طائفة من مقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نال هؤلاء القوم فقد جفوهم وعادوهم واتخذوهم غرضًا، يرمونهم بكل نقيصة، ويكيلون لهم من ألوان السباب والشتائم ما لا يصح أن يوجه مثله لعامة الناس فضلًا عن سادتهم وقادتهم وحواريي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصهاره وأنصاره وحماة دينه، ونقله شريعته، ومن مظاهر هذا الجفاء والتقصير:
1- قولهم بتفضيل علي بن أبي طالب رض.;ي الله عنه على سائر الصحابة وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واستحقاقه للخلافة قبلهم، وأكيسهم أجاز خلافة الشيخين وتولاهما مع تفضيل علي، وهو قول الزيدية[1] منهم، وهذا أدنى درجات الجفاء لدى القوم.
2- سبهم وشتمهم أفاضل الصحابة رضي الله عنهم:
فلا يكاد يخلو مصنف من مصنفاتهم من ذلك[2]؛ بل يعقدون لذلك أبوابًا وفصولًا خاصة[3] يذكرون تحتها ما تغيض به قلوبهم وتفوه به ألسنتهم من [1] الزيدية: إحدى فرق الشيعة المشهورة، كما تقدم وعن مقالتهم في علي والخلفاء الثلاثة قبله رضي الله عنهم أجمعين راجع: الأشعري، المقالات 1/ 136- 137، والشهرستاني، الملل والنحل 1/ 154. [2] انظر: إحسان إلهي ظهير: الشيعة وآل البيت ص 188، "ط. السابعة 1404 هـ، نشر: إدارة ترجمان السنة -لاهور - باسكتان". [3] كما فعل "العاملي" من مصنفيهم؛ فقال في كتاب الصراط المستقيم، باب في الطعن فيمن نقده بظلمه وعدوانه، عن كتاب الشيعة وآل البيت ص191، وكما فعل عبد الله شبر، في كتاب حق اليقين ج 1/ 308، "ط. الأولى 1404 هـ، نشر: دار الأضواء - بيروت".