يقول: أبو القاسم النصر أباذي[1]: "بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام فهجره أحمد بن حنبل فاختفى، فلما مات لم يصل عليه؛ إلا أربعة نفر"[2].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما الحارث المحاسبي فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب، ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر من ابن كلاب وأتباعه"[3].
وقال: "والإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة كانوا يحذرون من هذا الأصل الذي أحدثه ابن كلاب ويحذرون من أصحابه".
وهذا هو سبب تحذير الإمام أحمد عن الحارث المحاسبي ونحوه من الكلابية[4].
وقال الإمام أبو بكر ابن خزيمة "ت 311 هـ" لما قال له أبو علي الثقفي[5]: "ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟ [1] وهو إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه الخراساني النصرآباذيِ، كان عالمًا بالحديث، وكان من شيوخ الصوفية في وقته، نزل مكة وتوفي بها سنة 367 هـ. انظر ترجمته: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 6/ 169، والسمعاني: الأنساب 5/ 492، والذهبي: سير أعلام النبلاء 16/ 263. [2] الذهبي: ميزان الاعتدال 1/ 430، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 153. [3] درء تعارض العقل والنقل 2/ 6. [4] الفتاوى 12/ 368. [5] وهو: محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن، أبو علي الثقفي، ذكر الحاكم أنه كان إمامًا في الفقه والكلام، والوعظ والورع، روى عنه أبو بكر ابن إسحاق "ابن خزيمة"، مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
انظر: تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 192، "بتحقيق محمود الطناحي، وعبد الفتاح الحلو، ط. الأولى 1383 هـ - 1964".