وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية"[1] والأحاديث في ذلك كثيرة.
وقد اختلف أهل العلم في المراد بالجماعة التي ورد الأمر بلزومها على أقوال نذكرها باختصار2:
الأول: أنها السواد الأعظم من أهل الإسلام، يدل له رواية "كلها في النار إلا السواد الأعظم"[3].
الثاني: أنها جماعة العلماء المجتهدين؛ لأن الله جعلهم حجة على الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين. وهذا قول غير واحد من الأئمة، منهم الإمام البخاري حيث قاله في "صحيحه": "باب {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} وما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة، وهم أهل العلم"[4].
وقال الإمام الترمذي: "وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم: أهل الفقه والعلم والحديث"، وروي عن ابن المبارك[5] أنه: قيل له: "من الجماعة؟ فقال: أبو بكر وعمر، قيل له: قد مات أبو بكر وعمر، قال: فلان وفلان، قيل له: قد مات فلان وفلان، قال: أبو حمزة السكري[6] جماعة7". [1] م: كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين 3/ 1476، ح 53.
2 للتوسع انظر: الشاطبي، الاعتصام 2/ 260- 265، وانظر أيضًا: ابن حجر، فتح الباري 13/ 37. [3] اللالكائي، شرح أصول أعتقاد أهل السنة 1/ 103- 104، ح 152. وقال محققه: سنده ضعيف. [4] 13/ 316 "مع الفتح". [5] هو: عبد الله بن المبارك، كان إمامًا حجة كثير الحديث ولد سنة 118 هـ، ومات بهيت منصرفًا من الغزو سنة 181 هـ. ابن سعد، الطبقات 7/ 372. [6] وهو: الإمام الحجة محمد بن ميمون المروزي عالم مرو، كان من الأئمة المقتدى بهم. في زمنه. انظر ترجمته لدى: البغدادي، تاريخ بغداد 3/ 266، والذهبي، السير 7/ 385.
7 الجامع الصحيح 4/ 467.