وقال ابن الأثير: "سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته؛ ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح"[1].
والسلف في الاصطلاح:
اختلف في تحديد مفهوم السلف زمنيًا على عدة أقوال:
الأول: أنهم الصحابة فقط: وهو قول عدد من شراح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني[2].
الثاني: أنهم الصحابة والتابعون: وإليه ذهب أبو حامد الغزالي في قوله: "اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف أعني مذهب الصحابة والتابعين"[3].
الثالث: أنهم الصحابة والتابعون وتابعوا التابعين: أي القرون الثلاثة التي أثبت لها النبي صلى الله عليه وسلم الخيرية بقوله في حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما: "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة"[4].
وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته" [5]. [1] النهاية 2/ 390. [2] انظر: تحرير المقالة من شرح الرسالة ق 36، مخطوط بمكتبة الجامعة الإسلامية رقم 604.
حاشية العدوي 1/ 106 رقم1، والثمر الداني، لعبد السميع الآبي ص 24. [3] الجام العوام من علم الكلام، "بتحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي"، ص 53. [4] خ: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 7/ 3، ح 3650. [5] خ: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 7/ 3، ح 3651.