وإليه ذهب كثير من أهل العلم، كالإمام الشوكاني[1]، والسفاريني[2]، وعليه يدل صنيع شيخ الإسلام ابن تيمية في نحو قوله: "سلف الأمة وخيار قرونها"[3]، وربما أدخل من بعد تابعي التابعين، كالإمام أحمد "164- 241 هـ" في مفهوم السلف فيقول: "وكذلك قال ابن الماجشون، وأحمد بن حنبل وغيرهما من السلف"[4].
ويحدد ابن رجب "ت 795 هـ" السلف المقتدى بهم إلى عصر الإمام أحمد وأقرانه فيقول: "وفي زماننا يتعين كتابة كلام السلف المقتدي بهم إلى زمن الشافعي "ت 204 هـ"، وأحمد "ت 241"، وإسحاق "ت 238 هـ" وأبي عبيد "ت 224 هـ"، وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم، فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة"[5].
ولعل سلفه في ذلك الإمام الآجري "ت 360 هـ"؛ فقد رأيته عند ذكره الأئمة الذي يقتدي بهم، وقف على الإمام أحمد وأقرانه، فقال: "علامة من أراد الله عز وجل به خيرًا: سلوك هذا الطريق: كتاب الله عز وجل، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله عليهم، وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد إلى آخر ما كان عن العلماء مثل: الأوزاعي "ت 157 هـ"، وسفيان الثوري "ت 161 هـ"، ومالك بن أنس "ت 179 هـ" والشافعي، وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومن كان على طريقتهم، ومجانبة كل مذهب لا يذهب إليه هؤلاء العلماء"[6]. [1] انظر: التحف في مذاهب السلف ص 7- 8، 11. [2] انظر: لوامع الأنوار 1/ 20. [3] انظر: درء تعارض العقل والنقل 7/ 134. [4] المرجع نفسه 1/ 207. [5] انظر: فضل علم السلف على علم الخلف، "بتحقيق يحيى مختار غزاوي"، ص 60. [6] انظر: الشريعة ص 14.