نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 33
وقد نازعه محشى القاموس، في القول بأن "ماضى ودع أميت غير أنهذه المنازعة لا تدفع ما قاله: أبو حيان" من أن العرب استعنت في فصيح كلامها عن ودع.
والودع: الترك، وقد استعمل حسياً في الوديعة، تترك في مكان أو لدى من يرجى أن يؤتمن عليها، وأستعمل التوديع في الترك لفراق، وقال الومخشري: "التوديع مبالغة في الدةع، لأن من ودعك مفارقاً فقد بالغ في تركك" وذلك ما تحكم به قواعدهم؛ لولا أن العربية استغنت عن الثلاثى من (ودع) في فصيح كلامها.
ولم يجيء من المادة في القرآن، بصيغة الفعل الماضي إلا آية الضحى وجاء منها فعل الأمر في آية الأحزاب 48:
{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} .
زجاءت صيغة مستودع مرتين، عطفاً على مستقر، في:
آية الأنعام 98: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} .
وآية هود 6: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} .
والقلى: البغض، وربما كان القلق المادى، أسبق في الدلالة الحسية للمادة، حيث نلحظه بوضوح فيما جاء من استعمالات حسية لها: فالقلا والمقلى، عودان يلعب بهما الصبيان، وقلا الإبل ساقها شديداً، واللحم أنضجه في المقلى والمقلاة.
ومن القلق الملحوظ أصلاً في المادة، جاء معنى التجافي والإرتحال، فيقال: أقلولى الرجل: قلق، ورحل، وتجافي. وأكثر ما تستعمل المادة يائية، في البغض والكره غاية الكراعة، (القاموس) وقد انتهى "إبن سيده" بالبغض الشديد إلى الترك والهجر، فقال في (المحكم) : "قليته قلى أبغضته وكرهته غاية الكره فتركته".
نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 33