نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 48
"وكان الرسول فقيراً لم يترك لم والده من الميراث إلا ناقة وجارية، فأغناه الله بما ربحه في التجارة، وبما وهبت له خديجة من مالها".
وأحسبه بهذا الإكتفاء، أراد أن يتقى المشكلة الزمنية التي أحوجت مفسرين إلى تأول بعيد. فالسورة مكية مبكرة بلا خلاف، وهذا الغنى بالأنصار والغنائم قد كان بعد الهجرة، ومن ثم قالوا: "إن هذا كله كان من معلوم الله، وهو كالواقع، فيكون من قبيل الإخبار بالغيب، وقد وقع بعد ذلك فيكون معجزاً".
على أنهم ذكروا مع غنى المال، احتمال أن يكون الغنى هو القناعة، وغنى القلب، والصبر، والكفاف.
وجعل "الراغب" الغني ضروباً: فهو عدم الحاجات وليس ذلك إلا لله، وهو غنى النفس، وكثرة المقتنيات، والتعفف.
* * *
وأول ما نلحظه حين نحتكم إلى القرآن، أن الغنى فيه غير مرادف للثراء الذي لم يستعمله القرآن قط. وأسند الغنى إلى غير المال في مثل آيات:
الأعراف 48: {مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ} ومعها الأنفال 19.
هود 101: {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} .
يونس 36: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} . ومعها أية النجم 28.
يونس 101: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} ومعها آية القمر: 5
نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 48