وأعمامه كانوا تجاراً، وكان وصيه الزكي الخروبي رئيسا للتجار في مصر.
ولعل لموت الخروبي سنة787هـ أثراً في فتور ابن حجر واشتغاله بالتجارة حيث فقد من كان يحثه على الاشتغال بالعلم، وهو في مرحلة يحتاج إلى ذلك[1].
ثم عاد إلى الطلب سنة790هـ يقول السخاوي: "وحبب الله عز وجل إليه فنّ الحديث النبوي فأقبل عليه بكليته، وأول ما طلب بنفسه في سنة ثلاث وتسعين، لكنه لم يكثر من الطلب إلا في سنة ست وتسعين، فإنه - كما كتب بخطه رضي الله عنه - رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السبيل"[2]. وقال أيضا "واشتغل بطلب ما غلب على العادة طلبه، من أصل وفرع ولغة ونحوها، وطاف على شيوخ الدراية، لكنه كان في مدة الفترة - وهو في المكتب - وبعد ذلك حبب إليه النظر في التواريخ وأيام الناس - حتى إنه كان يستأجرها ممن عنده، فعلق بذهنه الصافي الرائق شيء كثير من أحوال الرواة، وكان ذلك بإشارة شخص من أهل الخير سماه صاحب الترجمة لي وأنسيته، وممن رغبه في ذلك أيضا البدر البشتكي، وأعانه عليه بإعارة "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني وغيره ... "[3].
ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الشعر، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعراً إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وقال الشعر الرائق والنثر الفائق، ونظم مدائح نبوية ومقاطيع، وكتب عنه الأئمة من ذلك، ثم شغل عن ذلك بعد سنة800هـ، فلم ينظر في كتب الفن ودواوينه [1] انظر: ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته 1/59. [2] الجواهر والدرر 1/67. [3] المصدر السابق نفسه 1/65-66.