المبحث العاشر: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه
لا شك أن الحافظ ابن حجر قد تبوأ مكانة عالية ومنزلة رفيعة، واكتسب شهرة واسعة في ميدان الحديث وعلومه، وذاع صيته وطارت شهرته في الآفاق. وقد أشار إلى هذه المكانة العلمية الكثير من شيوخه والذين عرفوا قدره وسعة اطلاعه، والكثير من تلاميذه الذين لازموا دروسه ووصفوه بالحفظ والإتقان والتقدم والعرفان، وكذلك الكثير من العلماء.
وممن شهد له بالتقدم في الحفظ والإتقان، والتوسع في المعارف من طبقة شيوخه:
- شيخه زين الدين العراقي، فقد أثنى عليه بقوله "الشيخ العالم الكامل الفاضل المحدث المفيد المجيد، الحافظ المتقن الضابظ الثقة المأمون ... جمع الرواة الشيوخ وميز بين الناسخ والمنسوخ، وجمع الموافقات والإبدال وميز بين الثقات والضعفاء من الرجال وأفرط بجده الحثيث حتى انخرط في سلك أهل الحديث، وحصل في الزمن اليسير على علم غزير"[1].
ومن طبقة تلاميذه: الحافظ السخاوي، فقد أثنى عليه بكلمة ضافية في مقدمة كتابه "الجواهر والدرر" بيّن رتبته العالية وذكاءه الخارق وعلمه الغزير، ومما قال في وصفه بأنه "شيخ الإسلام وأوحد الأئمة الأعلام حافظ العصر وخاتمة المجتهدين قاضي القضاة أبو الفضل شهاب الدين الشهير بابن حجر"[2]. وقد عقد السخاوي في هذا الكتاب بابا خاصا في ثناء الأئمة عليه [1] الجواهر والدرر 1/210. [2] انظر المصدر السابق 1/3-4.