responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أيسر التفاسير نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 404
{مَنَّ} : أنعم وتفضل.
{رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} : هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
{وَيُزَكِّيهِمْ} : بما يرشدهم إليه من الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والآداب العالية.
{وَالْحِكْمَةَ} : كل قول صالح نافع أبداً ومنه السنة النبوية. معنى الآيات:
الغل والغلول[1] والإغلال بمعنى واحد، وهو أخذ المرء شيئاً من الغنائم قبل قسمتها وما دام السياق في غزوة أحد، فالمناسبة قائمة بين الآيات وهذه، ففي الآية الأولى (161) ينفي تعالي أن يكون من شأن الأنبياء أو مما يتأتى صدوره عنهم الإغلال وضمن تلك أن أتباع الأنبياء يحرم عليهم أن يغلوا، ولذا قرئ في السبع أن يُغل بضم[2] الياء وفتح الغين، أي: يفعله أتباعه بأخذهم من الغنائم بدون إذنه. هذا معنى قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} ثم ذكر تعالى جزاء وعقوبة من يفعل وقال: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} فأخبرهم تعالى أن من أغل شيئاً يأت به يوم القيامة يحمله حتى البقرة والشاة كما يبين ذلك في الحديث[3]، ثم يحاسب عليه كغيره ويجزي به، كما تجزى كل نفس بما كسبت من خير أو شر ولا تظلم نفس شيئاً لغنى الرب تعالى عن الظلم وعدله. هذا مضمون الآية الأولى، أما الثانية (162) ينفي تعالى أن تكون حال المتبع لرضوان الله تعالى بالإيمان به ورسوله وطاعتهما بفعل الأمر واجتناب النهي، كحال المتبع لسخط الله تعالى بتكذيبه تعالى وتكذيب رسوله ومعصيتهما بترك الواجبات وفعل المحرمات فكانت جهنم مأواه، وبئس المصير جهنم. هذا معنى قوله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ثم ذكر تعالى أن كلاً من

[1] سمي الغلول: غلولاً، لأن الأيدي فيها مغلولة، أي: ممنوعة، كأن فيها غلاً، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه.
[2] فتح الياء قراءة حفص، وهي رد على من تصور أن النبي في إمكانه أن يأخذ شيئاً من الغنيمة قبل قسمتها فأخبر تعالى أنه من غير الممكن أن يغل النبي لعصمة الله تعالى لأنبياءه، وقراءة الضم قراءة نافع، وهي: تحرم على اتباع النبي الغلول بصيغة بليغة، إذ تجعل غلولهم من قبيل المعتذر الذي لا يحدث.
[3] في صحيح مسلم أن أبا هريرة قال: قام فينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال: "لا ألقين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أعنى، فأقول لا أملك لك شيئاً قد أبغلتك، ثم ذكر الفرس والشاة والنفس والرقاع". والرقاع: جمع رقعة وهي ما يكتب عليها.
نام کتاب : أيسر التفاسير نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست