responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أيسر التفاسير نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 405
أهل الرضوان، وأصحاب السخط متفاوتون في درجاتهم[1] عند الله, بحسب أثر أعمالهم في نفوسهم قوة وضعفاً فقال: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} ، فدل ذلك على عدالة العليم الحكيم. هذا ما دلت الآية (163) ، أما الآية الأخيرة (164) فقد تضمنت امتنان الله تعالى على المؤمنين من العرب ببعثه رسوله فيهم، يتلو عليهم آيات الله ويدعوهم إليه فيؤمنون ويكملون في إيمانهم ويزكيهم من أوضار الشرك وظلمة الكفر بما يهديهم به، ويدعوهم إليه من الإيمان وصالح الأعمال وفاضل الأخلاق وسامي الآداب، ويعلمهم الكتاب المتضمن للشرائع والهدايات والحكمة التي هي فهم أسرار الكتاب، والسنة، وتتجلي هذه النعمة أكثر لمن يذكر حال العرب في جاهليتهم قبل هذه النعمة العظيمة عليهم، هذا معنى قوله تعالى في الآية الأخيرة: {لَقَدْ مَنَّ[2] اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ[3] يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} .
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- تحريم[4] الغلول، وأنه من كبائر الذنوب[5].
2- طلب رضوان الله واجب، وتجنب سخطه واجب كذلك، والأول يكون بالإيمان وصالح الأعمال والثاني يكون بترك الشرك والمعاصي.
3- الإسلام أكبر نعمة وأجلها على المسلمين فيجب شكرها بالعمل به والتقيد بشرائعه وأحكامه.
4- فضل العلم بالكتاب والسنة.

[1] المشهور: أن أهل النار في دركات متوافتة كما أن أهل الجنة في درجات متوافتة، فالدرجة: ما أريد بها الارتفاع، والدركة: ما أريد بها السفول والهبوط.
[2] من هنا: بمعنى أسدى النعمة للمؤمنين، ببعثة الرسول فيهم، وليس هو من المن المذموم الذي هو تعداد النعمة إلى أن الله تعالى له أن يمن وهو أمن من كل من، من وأعطى.
[3] قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: هذه للعرب خاصة: إذ فهمت من كلمة: {مِنْ أَنْفسهم} إنها تعنى من جنسهم العربي، وبعضهم يرى العموم فيها لكل مؤمن ومؤمنة وهو كذلك، إذ هو بشر مثلهم.
[4] شاهده قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الذي غل الشملة يوم خييبر: "والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم تشتعل عليها ناراً". ولما سمع هذا الوعيد أحد الأصحاب جاء بشراك أو شراكين إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شراك أو شراكين من نار" رواه مالك في الموطأ.
[5] الإجماع على أن الغال لا تقطع يده ولكن يعذر، والغلول لا يكون إلا في الغنائم وسمى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هدايا العمال غلولاً ويفضحون بها يوم القيامة، لحديث مسلم في قصة ابن اللتبية.
نام کتاب : أيسر التفاسير نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست