نام کتاب : سورة القصص دراسة تحليلية نویسنده : مطني، محمد جلد : 1 صفحه : 89
قال مكي بن أبي طالب: " انتصبت الرحمة على المصدر عند الأخفش بمعنى: ولكن رحمك ربك يا محمد رحمة، وهو مفعول من أجله عند الزجاج، أي: ولكن للرحمة فعل ذلك، أي: من أجل الرحمة. وقال الكسائي: هي خبر (كان) مضمرة بمعنى: ولكن كان ذلك رحمة من ربك. ويجوز في الكلام الرفع على معنى: ولكن هي رحمة " ([1]) .
والذي أراه أنه قد نصبت (الرحمة) على المصدر لتدلّ على توالي الرحمة الإلهية على رَسُول الله (- صلى الله عليه وسلم -) من خلال النصب في المصدر.
{أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا} (([2]))
قال أبو البقاء: " عدّاه بنفسه، لأن معنى (نمكن) : نجعل. وقد صرّح به في قوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} ([3]) ، أي: من الخسف. و (مكن) متعد بنفسه من غير أن يضمن معنى جعل كقوله: {مَكَّنَّاهُمْ} ([4]) . و (آمِنًا) قيل: بمعنى مُؤمن أي يُؤمن من دخله. وقيل: هو على حذف مضاف، أي: أمنا أهله. وقيل: فعل بمعنى السبب، أي: ذا أمن " ([5]) .
والذي أراه أن التعدية بنفس الفعل الذي هو بمعنى صيّر وجعل، لأن (مكن) من الأفعال المتعدية، وهو الأصوب، ويعرب (نمكن) فعلاً مضارعاً و (حرماً آمنا) مفعول، وصفته التابعة له في النعت بمعنى أن المعنى الجديد هو إبراز منة الله عَزَّ وجَلَّ على أهل مكة في أمان الحرم وما تأتيه من الأرزاق، وهذا من دلالات الإعراب. [1] مَشْكِل إِعْرَاب القُرْآن: 1 /564. وينظر الكَشَّاف: 3 /182. الجَامِع لأِحْكَام القُرْآن: 6/ 5008. [2] سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية 57. [3] سُوْرَة العَنْكَبُوتِ: الآية 67. [4] سُوْرَة الأَنْعَامِ: الآية 6. سُوْرَة الْحِجْرِ: الآية 41. سُوْرَة الأحقاف: الآية 26. [5] التبيان في إعراب القرآن: 2 /179. وينظر الدُّرُّ المَصُون: 5/ 349.
نام کتاب : سورة القصص دراسة تحليلية نویسنده : مطني، محمد جلد : 1 صفحه : 89