نام کتاب : صفوة التفاسير نویسنده : الصابوني، محمد علي جلد : 1 صفحه : 104
المنَاسَبَة: من هنا بداية النصف الثاني من السورة الكريمة على وجه التقريب، ونصف السورة السابق كان متعلقاً بأصول الدين وبقبائح بني إِسرائيل، وهذا النصف غالبه متعلق بالأحكام التشريعية الفرعية، ووجه المناسبة أنه تعالى ذكر في الآية السابقة أنّ أهل الكتاب اختلفوا في دينهم اختلافاً كبيراً صاروا بسببه في شقاق بعيد، ومن أسباب شقاقهم أمر القبلة إِذ كثروا الخوض فيه وأنكروا على المسلمين التحول إِلى استقبال الكعبة، وادّعى كلٌ من الفريقين - اليهود والنصارى - أن الهدى مقصور على قبلته، فردّ الله عليهم بين أن العبادة الحقة وعمل البرّ ليس بتوجه الإِنسان جهة المشرق والمغرب، ولكن بطاعة الله وامتثال أوامره وبالإِيمان الصادق الراسخ.
اللغَة: {البر} اسم جامع للطاعت واعمال الخير {الرقاب} جمع رقبة وهي في الأصل العُنقُ، وتطلق على البدن كله كما تطل العين على الجاسوس والمراد في الآية الأسرى والأرقاء {البأسآء} الفقر {الضراء} السقُّم والوجع {البأس} القتال وأصل البأس في اللغة: الشدّة {كُتِبَ} فرض {القصاص} العقوبة بالمثل من قتل أو جرح مأخوذ من القصّ وهو تتبع الأثر {وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ} [القصص: 11] اتبعى أثره {القتلى} جمع قتيل يستوي فيه المذكر والمؤنث يقال: رجل قتيل وامرأة قتيل {الألباب} العقول جمع لب مأخوذ من لبّ النخلة {إِثْماً} الإِثم: الذنب {جَنَفاً} الجنف: العدول عن الحق على وجه الخطأ.
سَبَبُ النّزول: عن قتادة أن أهل الجاهلية كان فيهم بغيٌ وطاعةٌ للشيطان، وكان الحيُّ منهم إِذا كان فيهم منعة فقتل عبدُهم عبد آخرين قالوا لن نقتل به إِلا حراً، وإِذا قتلت امرأةٌ منهم امرأةً من آخرين قالوا لن نقتل بها إِلا رجلاً فأنزل الله {الحر بِالْحُرِّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} .
التفِسير: {لَّيْسَ البر أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المشرق والمغرب} أي ليس فعلُ الخير وعملُ الصالح محصوراً في أن يتوجه الإِنسان في صلاته جهة المشرق والمغرب {ولكن البر مَنْ آمَنَ بالله واليوم الآخر} أي ولكنَّ البِرَّ الصحيح هو الإِيمان بالله واليوم الآخر {والملائكة والكتاب والنبيين}
نام کتاب : صفوة التفاسير نویسنده : الصابوني، محمد علي جلد : 1 صفحه : 104