نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي جلد : 1 صفحه : 152
الافراد فلهذا ترد صلته إن كان موصولا أو صفته إن كان موصوفا أو خبره إن كان شرطا أو استفهاما كصلة "الذى "…الواقع على المفرد فتقول فى الصلة والصفة: من الناس من يفعل كذا وتقول فى الاستفهام: من يفعل ذلك؟ فيرفع الفعل ضميرا مفردا وسواء كان المراد فى المعنى واحدا أو أكثر قم قد يكون فيما اتصل بالكلام بعد ضمير أو غيره يراعى فيه معنى من حيث يراد أكثر من واحد فيأتون بع على معنى "من " لا على لفظها كقولك: "من الناس من يفعل كذا ويخطئون فى ذلك ومنهم من يفعل كذا مستمرين على فعلهم يبين ضمير الجمع فى قولك: وهم يخطئون والحال فى قوله: مستمرين على فعلهم أن المراد أكثر من واحد وعلى هذا كلام العرب فى الكثير المطرد وعيه جاء القرآن قال تعالى: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر " ثم قال: "وما هم بمؤمنين " فعاد الضمير مجموعا فى قوله "وما هم " بعد عودته مفردا وهذا كثير وقال تعالى: "ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا ندخله جنات تجرى من تحتها الأنهار " فعاد الضمير من ندخلع مفردا على لفظ "من " ثم قال "خالدين " وهو حال من الضمير قتبين بهذا الجمع أن المراد جميع، وقد يجرى الكلام على أوله فى الإفراد كقوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ... "الآيات، فورد فيها ضمائر ثمانية كلها عائدة على لفظ "من " ولم يرجع منها شئ على معنى "من " مع أن المعنى على الكثرة ثم أعلم بعد أن المراد بما يبينه ما يأتى بعد الضمير المفرد المحمول على لفظ "من " إنما هو أعنى المبين كثرة أو وحدة أما إبهام التعيين فمقصود لا يرتفع فإن إبهام الصلة أو الخبر فى هذا أبلغ فى تكميل فائدة الكلام وإحرازها ألا ترى أن قول الملك لخاصته: إن منكم من يفعل كذا أهيج لنفوس السامعين وأبلغ فى التحريض على الشئ أو الزجر عنه بحسب
المرتكب فإن كان مما يحبه الملك تشوقت نفوس المخاطبين إليه وإن كان على الضد من ذلك اشتد خوف جنيعهم وحذرهم وهذا يستدعى طولا قد يخرجنا عن مقصودنا والوارد من هذا فى الكتاب العزيز كثير.
ونرجع إلى مقصودنا فنقول: إن آية الأنعام وردت على الأكثر المطرد وقد ورد فيما انتظم بالآية بيان كون المستمعين جماعة وذلك قوله: "وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا " فبين أن المراد جماعة وارتفع الاحتمال ولما لم يرد فيها انتظم مع آية سورة يونس ضمير ولا غير ذلك مما يبين المستمعين جماعة وكان بيان ذلك مرادا مقصودا أتى الضمير أولا ضمير جمع حملا على معنى "من " ولم
نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي جلد : 1 صفحه : 152