responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 153
يحمل على لفظها فيفرد لئلا يوهم أن المستمع واحد وذلك غير مقصود فقيل: "ومنهم من يستمعون إليك " إذ ليس فى الكلام بعد ما يبين ذلك.
فإن قيل فإن "من " قد تقرر حكمها أنها يراد بها الكثير وإن كانت مفردة اللفظ وصالحة له وإذا كانت فى الأكثر من كلامهم مراد بها الكثير فذلك يرفع إيهام إرادة واحد؟ فالجواب أن إرادة الواحد بها - وإن كان الأقل - مبق حكم الايهام قال تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ... "الآيات إلى قوله "ولبئس المهاد " نزلت هذه الآى فى الأخنس بن شريق وقد تكرر الضمير فيها ثمانى مرات ضمير مفرد وتأكد بذلك أن المعنى بها واحد كما قال المفسرون وقال تعالى: "منهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى " نزلت فى الجد بن قيس لما دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جهاد الروم وقال: هل لك فى جلاد بنى الأصفر وقصته مشهورة وقال تعالى: "ومنهم من عاهد الله ... "الآية نزلت فى ثعلبة بن حاطب إلى غير هذا من المواضع وقد تقدم أيضا أنها تصلح للاثنين وأنشد سيبويه رحمه الله.
[الفرزدق]
تعال فإن عاهدتنى لا تخوننى نكن مثل من ياذيب يصطحبان
فإذا ثبت أن "من " تصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث وقد ذكر المفسرون وأهل السير أن المعترضين لسماع القرآن منه صلى الله عليه وسلم كانوا جماعة سماهم المفسرون فتحرير المراد فى الآية محرز للمعنى المقصود ومتأكد إذ ليس فيما بعد مما فى المنتظم مع الآية ما يبين المراد كما فى غيرها فوجب رعى ذلك فقيل: "ومنهم من يستمعون " ولزم ذلك ليرتفع الإيهام.
فإن قيل: فإن قوله تعالى فى آية يونس "أفأنت تسمع الصم " يبين ذلك كما بيبنه فى آية الأنعام قوله تعالى: "وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه " وما بعد إذ الارتباط حاصل فى الآيتين ونظام الكلام ملتئم؟ فالجواب أن ارتباط قوله تعالى: "أفأنت تسمع الصم " بما قبله صحيح كارتباط قوله تعالى "وجعلنا على قلوبهم أكنة " بما قبله إلا أن قوله تعالى "وجعلنا على قلوبهم أكنة " مبين أن ما وقعت عليه "من " جماعة وكأن الكلام فى قوة أن لو قيل: وجعلنا على قلوب السامعين إذ لا يراد بالضمير غير ما وقعت عليه أما قوله تعالى: "أفأنت تسمع الصم " فليس كذلك بل المراد بلفظ الصم جنس الصم، والمستمعون بعض ذلك فحصل الارتباط بهذا الوجه لا أن الصم يراد بهم من وقعت عليه "من " فقط وهذا كقولهم: زيد نعم الرجل فإن الرجل لم يرد به زيد وحده إنما

نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست