نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 295
مقبول عند الله وهو لذلك يجب أن يحترم. وإذا كان كذلك فما بال مائة ألف سيف في المدينة بأيدي المهاجرين والأنصار الذين وصفهم الله عز وجل بالاستقامة في الدين, لا تدافع عن الإمام المحق, فما لهؤلاء الناس لا يأتون بالحق[1] الذي يجب على كل مسلم أن يكون عليه؟! "[2].
أما علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فهم يعتقدون أنه إمام بالإجماع, بايعه المسلمون عن رضى به واختيار له من بين أقرانه؛ لما يرون فيه المناسبة لمنصب الإمامة ... وزاد على أقرانه الستة بكونه من بيت النبوة, فهو العالم العابد الزاهد الأمين الثقة التقي الذي سلم من الأهواء والتحيزات العنصرية, متجردا لله, قائما بحقوق الله، ثابتا على سلطان الله، يتساوى معه البعيد والقريب في الحق, لا تأخذه في الله لومة لائم. وهذه هي صفة علي بن أبي طالب وهو لم يزل كذلك حتى دخل عليه داخل[3] في سياسته ليضله عن طريقه, وهو يعتقد فيه أنه يريد الحق ويدعو إليه, وهو بطانة سوء لعلي بن أبي طالب فلذلك أثر عليه ... [1] أما وقد دعا إلى الإتيان بالحق, فإنا نقول: إن المائة ألف سيف التي بأيدي المهاجرين والأنصار لم تغمد عبثا ولا تخليا عن عقيدة ولكنها بعثت واحدا منها هو المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- إلى عثمان وهو محاصر تخيره بثلاثة أمور: إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عددا وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على راحلتك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية. فقال عثمان رضي الله عنه: أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم" فلن أكون أنا إياه، وأما أن ألحق بالشام فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم "رواه الإمام أحمد في مسنده ج1 ص67 من مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه". بل إن عثمان -رضي الله عنه- كان ينهى أهل بيته عن تجريد السلاح. إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء, محمد الخضري ص198. [2] الحقيقة والمجاز: سالم بن حمود بن شامس ص21. [3] يقصد: الأشعث بن قيس رضي الله عنه.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 295