نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 343
أنها في قلبه وجوارحه, فلا دليل في الآية على أن الخلود إنما هو لمن عمَّت[1] قلبه بالشرك؛ لأنه إذا صرنا إلى معنى تعميم البدن بالمعصية, ورد علينا أن من جسد الكافر ما لم تصدر منه معصية مثل عنقه وأعلى صدره إذا لم تصدر منهما"[2].
وفسر الخلود بالدوام في قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [3]، حيث قال: "دائمون, وخلود أهل النار فيها وأهل الجنة فيها دوام"[4].
وقال في تفسير قوله تعالى عن آكلي الربا: {وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [5]: وأصحاب الكبائر من أهل التوحيد مخلدون.
أما الخلاف الثالث في حق مرتكب الكبيرة بين أهل السنة والأباضية, ففي الشفاعة لأصحاب الكبائر إذ ينكرها الأباضية إلا للموحدين, لا لأصحاب الكبائر ولا للمشركين.
الشفاعة:
أما أهل السنة, فيعتقدون شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لأهل الكبائر من أمته ويشاركه فيها الملائكة والنبيون والمؤمنون أيضا[6]، أما الأباضية فقال الشيخ أطفيش في تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} [7]: والآية دليل لنا وللمعتزلة على أن لا شفاعة لأهل الكبائر؛ لأن الآية ولو كانت في المشركين لكنها في صفة يوم من شأنه أنه لا شفاعة فيه بدفع العذاب عن مستحقه, ولا مقام أو زمان من مقامات الموقف وأزمنته نص [1] أي: الخطيئة. [2] تيسير التفسير: ج1 ص113 و114. [3] سورة البقرة: من الآية 81. [4] تيسير التفسير: ج1 ص114. [5] سورة البقرة: من الآية 275. [6] انظر شرح الطحاوية ص258. [7] سورة البقرة: من الآية 48.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 343