نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 227
ثم رأيت بعد ذلك المتقدمين قد تكلموا في هذه النكتة، فعلمت أن ذلك شئ عند أهل الصنعة معروف.
/ ثم أن قوله: " عند أكل الحنظل "، ليس بحسن ولا واقع.
وأما البيت الثالث، فهو أجنبي من كلامه، غريب في طباعه، نافر من جملة شعره، وفيه كزازة وفجاجة، وإن كان المعنى صالحاً.
* * * فأما قوله: وأغرّ في الزمن البهيم محجّل * قد رحتُ منه على أغرَّ مُحَجَّل [1] كالهيكل المبنيِّ إلا أنَّه * في الحسن جاء كصورةٍ في هيكل فالبيت الأول لم يتفق له فيه خروج حسن، بل هو مقطوع عما سلف من الكلام.
وعامة خروجه نحو هذا، وهو غير بارع في هذا الباب، وهذا مذموم معيب منه، لأن (2) من كان صناعته الشعر، وهو يأكل به، وتغافل عما يدفع (3) إليه في كل قصيدة، واستهان بأحكامه وتجويده، مع تتبعه لان (4) يكون عامة ما به يصدر أشعاره من النسيب عشرة أبيات، وتتبعه للصنعة الكثيرة، وتركيب العبارات، وتنقيح الألفاظ وتزويرها - كان ذلك أدخل في عيبه، وأدل على
تقصيره أو قصوره، وإنما (5) يقع له الخروج [الحسن في مواضع يسيرة /.
وأبو تمام أشد تتبعا لتحسين الخروج] (6) منه.
وأما قوله: " وأغر في الزمن البهيم محجل "، فإن ذكر التحجيل في الممدوح قريب، وليس بالجيد، وقد يمكن أن يقال: إنه إذا قرن بالأغر حسن، وجرى مجراه، وانخرط في سلكه، وأهوى إلى مضماره، ولم ينكر لمكانه من جواره.
فهذا عذر، والعدول عنه أحسن. [1] ابن أبى الحديد: 2 - 244 (2) م: " لان يكون من " (3) كذا في م، ا: وفى س، ك: " يرفع " (4) م: " بأن " (5) س: " وأنه لا يقع " (6) الزيادة من ا، ب، م (*)
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 227