نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 228
وإنما أراد أن يرد العجز على الصدر، ويأتى بوجه [في] [1] التجنيس.
وفيه شئ، لأن ظاهر كلامه يوهم أنه قد صار ممتطيا (2) الأغر الأول ورائحاً عليه.
ولو سلم من ذلك لم يكن فيه ما يفوت حدود الشعراء، وأقاويل الناس.
فأما ذكر الهيكل في البيت الثاني، ورده عجز البيت عليه، وظنه أنه قد ظفر بهذه اللفظة وعمل شيئاً، حتى كررها، فهي كلمة فيها ثقل، ونحن نجدهم إذا أرادوا أن يصفوا بنحو (3) هذا قالوا: " ما هو إلا صورة "، و " ما هو إلا تمثال "، و " ما هو إلا دمية "، و " ما هو إلا ظبية "، ونحو ذلك من الكلمات الخفيفة على القلب واللسان.
/ وقد استدرك (4) هو أيضاً على نفسه، فذكر أنه كصورة في هيكل، ولو اقتصر على ذكر الصورة وحذف الهيكل، كان أولى وأجمل.
ولو أن هذه الكلمة كررها أصحاب العزائم على الشياطين، لراعوهم بها، وأفزعوهم بذكرها! وذلك من كلامهم، وشبيه بصناعتهم (5) .
* * * وأما قوله: وافي الضُّلوع يشدُّ عقد حزامه * يوم اللقاء على مُعِم مُخْول أخوالُه للرستمين بفارس * وجدوده للتبعين بموكل نبل المحزم مما يمدح به الخيل، فهو لم يأت فيه ببديع.
وقوله: " يشد عقد حزامه "، داخل في التكلف والتعسف، لا يقبل من مثله وإن قبلناه من غيره، لأنه يتتبع الألفاظ وينقدها نقداً شديداً، فهلاَّ قال: " يشد (6) حزامه "، أو يأتي بحشو آخر سوى العقد؟ فقد عقد هذا البيت بذكر العقد.
ثم قوله: " يوم اللقاء "، حشو آخر لا يحتاج إليه. [1] الزيادة من م، ك، ا (2) س، ك: " ممتطى " (3) كذا في ا، م، ك وفى س: " يصنعوا نحو " (4) م: " استدركه أيضا " (5) م: " بفظاعتهم " (6) م: " شد " (*)
نام کتاب : إعجاز القرآن نویسنده : الباقلاني جلد : 1 صفحه : 228