قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنّاسِ فِي هََذَا الْقُرْآنِ مِن كُلّ مَثَلٍ لّعَلّهُمْ يَتَذَكّرُونَ} [1].
قال الزركشي[2] - رحمه اللَّه - مبيناً أهمية المثل:
"ومن حكمته تعليم البيان، وهو من خصائص هذه الشريعة، والمثل أعون شيء على البيان ... وفي ضرب الأمثال من تقرير المقصود ما لا يخفى، إذ الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي، والشاهد بالغائب ... وقد أكثر تعالى في القرآن وفي سائر كتبه من الأمثال"[3].
الوجه الثالث:
في بيان أهمية الأمثال مستفاد من قوله: {وَمَا يَعقِلهَا إِلا العَالمونَ} فتخصيص أهل العلم بتعقلها يدل على علو قدرها، فأهل العلم هم أهلها الطالبون لها المدركون لأهميتها، والمتدبرون لها والمنتفعون بها، ومن جهة [1] سورة الزمر الآية رقم (27) . [2] الإمام بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد اللَّه الزركشي، الشافعي، أحد علماء مصر في القرن الثامن الهجري، ولد سنة 745هـ، من مؤلفاته: البحر المحيط في أصول الفقه، والبرهان في علوم القرآن وغيرها، توفي سنة 794هـ. انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، (3/397) . وشذرات الذهب، (6/335) . [3] البرهان في علوم القرآن، (1/ 487، 488) ت/ محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، سوريا، الطبعة الأولى، 1376هـ.