وما أمر اللَّه به من الاعتبار في كتابه يتناول قياس الطرد وقياس العكس، فإِنه لما أهلك المكذبين للرسل بتكذيبهم، كان من الاعتبار أن يعلم أن من فعل مثل ما فعلوا أصابه مثل ما أصابهم، فيتقي تكذيب الرسل حذراً من العقوبة، وهذا قياس الطرد، ويعلم أن من لم يكذب الرسل لا يصيبه ذلك، وهذا قياس العكس.
والاعتبار يكون بهذا وبهذا، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألْبَابِ} [1] وقال: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ} إلى قوله: {إِنّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأبْصَارِ} 2"[3].
وقال:
"والميزان فسره السلف بالعدل، وفسره بعضهم بما يوزن به وهما متلازمان، وقد أخبر تعالى أنه أنزل ذلك كما أنزل الكتاب ليقوم الناس بالقسط، فما يعرف به تماثل المتماثلات من الصفات والمقادير هو من الميزان، وكذلك ما يعرف به اختلاف المختلفات.. فالقياس الصحيح هو من العدل الذي أمر اللَّه به"[4]. [1] سورة يوسف الآية رقم (111) .
2 سورة آل عمران الآية رقم (13) . [3] مجموع الفتاوى، (9/239) . [4] مجموع الفتاوى (9/240) .