ومن ذلك مجمل حال المؤمن الموحد، ومجمل حال المشرك، قد لا يمكن المخاطب تصورها بحواسه، والمثل أعون شيء على إدراكها وتصورها بأيسر طريق وأوجزه.
قال تعالى في حال المؤمن: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} 1
وقال في حال المشرك وحال الموحد: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [2].
ومما تقدم يتضح أن من الأغراض التي ضُربت لها الأمثال القرآنية بيان الممثَّل له وتقريب صورته إلى ذهن المخاطب، وأكثر ما يضرب لذلك الأمثال التشبيهية.
ثانياً: إقامة الحجة والبرهان.
يحتاج دعاة الهدى إلى مجادلة المخالفين، لبيان الحق والإقناع به وبيان محاسنه، وكشف الباطل وبيان قبائحه.
1 سورة البقرة الآية رقم (256) . [2] سورة الزمر الآية رقم (29) .