نسبته إليه.1
والحق أن هذا التفسير له وجه في اللغة كما تقدم من أنه أراد أنها جامعة لحقائق السوء، وأعظمه وأشمله. وإن كان في تفسير الآية به نظر.2
فيطلق لفظ "مثل" على ما كان جامعا لحقائق وصفات وأحوال معينة متجانسة، باعتباره أصبح أنموذجا دالا عليها. فيقال: كذا مثل لكذا بهذا الاعتبار. ومن هذا النوع ذكر القصص التي يراد منها إيصال حكمة أو تجربة أو حيلة لينتفع منها السامع أو القارئ في أمر أو موقف أو حال يكون فيها.
وقد كثر هذا النوع من الأمثال القصصية في كتاب: "كليلة ودمنه"[3] ونحوه - حيث تكثر الأمثال التعليمية المضروبة
1 انظر: الصواعق المنزلة على الطائفة الجهمية والمعطلة، لابن القيم (2/685) وروح المعاني للألوسي، (13/170) .
2 سيأتي - إن شاء الله - بيان ذلك في موضعه من الباب الثالث، الفصل الثاني.
3 "كتاب كليلة ودمنة مما وضعته علماء الهند على لسان الطير والوحش وغير ذلك في الحكم والأمثال"، "ويقال: إن ابن المقفع هو الذي وضع كتاب كليلة ودمنة، وقيل: إِنه لم يضعه وإنما كان فارسياً فنقله إلى العربية، وإن كان الكلام الذي في أول هذا الكتاب من كلامه".
قال أبو الريحان البيروني: "وبودي أن كنت أتمكن من ترجمة كتاب (بنج تنترا) وهو المعروف عندنا بكتاب كليلة ودمنة، فإِنه تردد بين الفارسية والهندية ثم العربية والفارسية على ألسنة قوم لا يؤمن تغييرهم إياه، كعبد اللَّه بن المقفع في زيادته باب برزوية فيه، قاصداً تشكيك ضعيفي العقائد في الدين، وكسرهم للدعوة إلى مذهب المنانية [فرقة من فرق المجوس] ، وإذا كان متهماً فيما زاد لم يخل عن مثله فيما نقل".
انظر لكل ما تقدم: كتاب كليلة ودمنة، ص (17، 26) الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الأولى، 1393هـ.