نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 102
مع الجو ويؤدي وظيفة أساسية في البيان[1].
ولما كانت هذه الموسيقى القرآنية إشعاعًا للنظم الخاص في كل موضع، وتابعة لقصر الفواصل وطولها، كما هي تابعة لانسجام الحروف في الكلمة المفردة، ولانسجام الألفاظ في الفاصلة الواحدة.. فإننا نؤثر أن نتحدث عن هذه الظواهر كلها مجتمعة.
جاء في القرآن الكريم: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} .
وجاء فيه حكاية عن كفار العرب: {بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} .
وصدق القرآن الكريم، فليس هذا النسق شعرًا. ولكن العرب كذلك لم يكونوا مجانين، ولا جاهلين بخصائص الشعر، يوم قالوا عن هذا النسق العالي: إنه شعر!
لقد راع خيالهم بما فيه من تصوير بارع؛ وسحر وجدانهم بما فيه من منطق ساحر؛ وأخذ أسماعهم بما فيه من إيقاع جميل. وتلك خصائص الشعر الأساسية، إذا نحن أغفلنا القافية والتفاعيل.
على أن النسق القرآني قد جمع بين مزايا النثر والشعر جميعًا. فقد أعفي التعبير من قيود القافية الموحدة والتفعيلات التامة؛ فنال بذلك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه العامة. وأخذ في الوقت ذاته من الشعر الموسيقي الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن التي تغني عن التفاعيل؛ والتقفية المتقاربة التي تغني عن القوافي؛ [1] تفضل الموسيقى المبدع الأستاذ "محمد حسن الشجاعي" بمراجعة هذا الجزء الخاص بالموسيقى في القرآن. وكان له الفضل في ضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 102