نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 106
فلو مددت يا نبغي كما هو القياس لاختل الوزن نوعًا من الاختلال.
ومثل هذا يقع عند زيادة هاء السكت على ياء الكلمة أو ياء المتكلم في مثل:
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ} .
ومثل:
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ... } .
ومثال الحالة الثانية: ألا يكون هناك عدول عن صيغة قياسية، ومع ذلك تلحظ الموسيقى الكامنة في التركيب، والتي تختل لو غيرت نظامه مثل:
{ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} .
فلو حاولت مثلا أن تغير فقط وضع كلمة "منِّي" فتجعلها سابقة لكلمة "العظم": قال رب إني وهن مني العظم. لأحسست بما يشبه الكسر في وزن الشعر؛ ذلك أنها تتوازن مع "إني" في صدر الفقرة هكذا: "قال رب إني" "وهن العظم مني".
على أن هناك نوعًا من الموسيقى الداخلية يلحظ ولا يشرح -كما أسلفنا- وهو كاممن في نسيج اللفظة المفردة، وتركيب الجملة الواحدة. وهو يدرك بحاسة خفية، وهبة لدنية.
وهكذا تتبدى تلك الموسيقى الداخلية في بناء التعبير القرآني،
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 106