نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 107
موزونة بميزان شديد الحساسية، تمليه أخف الحركات والاهتزازات، ولو لم يكن شعرًا، ولو لم يتقيد بقيود الشعر الكثيرة، التي تحد من الحرية الكاملة في التعبير الدقيق عن القصد المطلوب.
يتنوع نظام الفواصل والقوافي، كما تتعدد ألوان الإيقاع الموسيقي، فهل يجري ذلك على سنن خاصة، ويؤدي إلى أهداف مقصودة؟
ننظر في هذا الأفق الخاص من آفاق التناسق الموسيقي، بعد أن ثبت وجود هذه الموسيقى.
أما نظام الفواصل والقوافي، فقد لاحظنا أنه يتنوع في السور المختلفة، وقد يتنوع في السورة الواحدة.
فأما تنوعه في السور فيختلف بالقياس إلى الفواصل بين الطول والتوسط والقصر، وهو أشبه باختلاف بحور الشعر في الديوان الواحد. وقصارى ما يقال فيه: إن الفواصل تقصر غالبًا في السور القصار، وأنها تتوسط أو تطول في السور المتوسطة والطوال. وبالقياس إلى حرف القافية، يشتد التماثل والتشابه في السور القصيرة، ويقل غالبًا في السور الطويلة. وتغلب قافية النون والميم وقبلهما ياء أو واو على جميع القوافي في سور القرآن. وذلك مع تعدد الأساليب الموسيقية ولو تشابهت القوافي في السور المختلفة[1].
وأما تنوع هذا النظام في السورة الواحدة، فقد لاحظنا في مرات كثيرة أن الفاصلة والقافية، لا تتغيران لمجرد التنويع، وقد [1] الأسلوب الموسيقي هنا يتبع طول الفاصلة وقصرها، ومواضع الإيقاع فيها، كما يتبع طريقة بنائها اللفظي من حيث السهولة والخشونة ... إلخ.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 107