responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 213
والآن لقد رد الرسل بهديتهم، فلندعهم في الطريق قافلين.
إن سليمان النبي لملك، وإنه كذلك لرجل. وإن "الملك" ليدرك من تجاربه أن هذا الرد العنيف سينهي الأمر مع ملكة لا تريد العداء -كما يبدو من هديتها له- وأنها ستجيب دعوته على وجه الترجيح، بل التحقيق، وهنا يستيقظ "الرجل" الذي يريد أن يبهر "المرأة" بقوته وبسلطانه "وسليمان هو ابن داود صاحب التسع والتسعين نعجة الذي فتن في نعجة واحدة"[1]. فها هو ذا يريد أن يأتي بعرش الملكة قبل أن تجيء. وأن يمهد لها الصرح من قوارير "وإن كانت القصة تبقى الصرح سرًّا -حتى عنا نحن النظارة- لتفاجئنا به مع بلقيس في المشهد الأخير":
{قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ، قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} .
ولكن الأهداف الدينية لا تريد أن يكون للجن قوة، ولو كانوا من جن سليمان. فها هو ذا رجل من المؤمنين -عنده علم من الكتب- تفوق قوته قوة ذلك العفريت!

[1] في قصة داود في القرآن إشارة إلى فتنته بامرأة -مع كثرة نسائه- فأرسل الله إليه ملكين يتخاصمان عنده {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ، إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ، قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} ... وعرف داود أنها الفتنة {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَاب} .
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست