responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 236
وهكذا يوقع هذا التصوير والتخييل في النفس، تلك الرهبة التي تحسها أمام المجهول؛ وتلك اللذة التي تستشعرها، وهي تجول في ذلك العالم الخفي حيث:
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} وحيث: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} .
وقد لا يكون الغيب هكذا بعيدًا. لقد يكون محسوسًا، ولكنه مجهول؛ فهو كذلك يلمس الوجدان، ويثبت القدرة الكونية، ويملأ النفس بالإيمان:
{إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} .
فهذا يدل العلم بكل خفي. وهو دليل وجداني واقع، لا يكد الذهن في فهمه وتخريجه.
ومثل هذا في محيط أوسع. وبتصوير أروع:
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} .
ففي هذه الكلمات القلائل، تعبير قوي رهيب عن شمول علم الإله، مختار له أفضل الألفاظ المعبرة، والعبارات المصورة.
فليس مجرد تعبير عن معنى العلم الدقيق الشامل أن يقال: {وَمَا

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست