responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 237
تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} . {وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ} . {وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِس} . إنما هي صورة تخييلية مدهشة. وإن الخيال ليرود آفاق الدنيا كلها، ومجاهلها جميعًا، ليتتبع هذه الأوراق الساقطة، وتلك الحبات المخبوءة المشمولة في مجاهلها ومخابئها بعلم الله؛ ثم يرتد إلى النفس، فيغمرها بالجلال والخشوع، ويتوجه بها إلى الله الذي يشمل بعلمه هذه المجاهل والآفاق.
ذلك هو المنطق الوجداني، والجدل التصويري. فأين منه ذلك الجدل الذهني الذي ظل علماء الكلام يبدئون فيه ويعيدون قرونًا من الزمان؟
نضرب هنا مثلًا واحدًا من الجدل الذهني الذي عزف عنه القرآن. ذلك حين قال: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} أو ما هو مثلها في المعنى. فوجد المشركون من العرب في هذا مجالًا لجدل ذهني رخيص ظنوا أنهم يحرجون به محمدًا مع أهل الكتاب. قالوا: وعيسى بن مريم؟ هؤلاء جماعة من قومه يؤلهونه. أيدخل جهنم هو الآخر؟
فكان الرد الحكيم: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} .
فهذا مثل من المنطق الذهني. صحيح من وجهة قواعد المنطق. ولكن أين هو من المنطق السليم، ومن الحقيقة الطبيعية البسيطة؟
لم يكطن المنطق الذهني ليصل إلى شيء لو اتبعه القرآن؛ لا لأن ما فيه من حقائق لا تثبت لهذا المنطق؛ ولكن لأن العقيدة لا ينشئها هذا الجدل. إنها دائمًا في أفق أعلى من هذه الآفاق. وما

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست