نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 242
والقصص أخبارًا مروية، وتعبر عن المشاهد والمناظر تعبيرًا لفظيًّا، لا تصويرًا تخييليًّا؟
يكفي لبيان هذا الفصل، أن نتصور هذه المعاني كلها في صورتها التجريدية، وأن نتصورها بعد ذلك في الهيئة الأخرى التشخيصية:
إن المعاني في الطريقة الأولى تخاطب الذهن والوعي، وتصل إليهما مجردة من ظلالها الجميلة. وفي الطريقة الثانية تخاطب الحس والوجدان، وتصل إلى النفس، من منافذ شتى: من الحواس بالتخييل. ومن الحس عن طريق الحواس، ومن الوجدان المنفعل بالأصداء والأضواء. ويكون الذهن منفذًا واحدًا من منافذها الكثيرة إلى النفس، لا منفذها المفرد الوحيد.
ولهذا الطريقة فضلها ولا شك في أداء الدعوة لكل عقيدة؛ ولكننا إنما ننظر إليها هنا من الوجهة الفنية البحتة. وإن لها من هذه الوجهة لشأنًا. فوظيفة الفن الأولى هي إثارة الانفعالات الوجدانية؛ وإشاعة اللذة الفنية بهذه الإثارة، وإجاشة الحياة الكامنة بهذه الانفعالات، وتغذية الخيال بالصور لتحقيق هذا جميعه ... وكل أولئك تكفله طريقة التصوير والتشخيص للفن الجميل: وإليك المثال فوق ما ضربنا من أمثال:
1- معنى النفور الشديد من دعوة الإيمان ينقل إليك في صورته التجريدية هكذا: إنهم لينفرون أشد النفرة من دعوة الإيمان. فيتملى الذهن وحده معنى النفور في برود وسكون.
ثم ينقل إليك في هذه الصورة العجيبة: "فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة؛ فرت من قسورة؟ " فتشترك مع
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 242